لم تكن غزوة بدر مجرد معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، بل كانت ميدانًا تجلّى فيه معنى التوكل الحقّ؛ تهيئة بشرية كاملة، يُتبعها عون إلهي خارق.
في أوج المواجهة، أخذ النبي ﷺ حفنة من الحصى، ورماها نحو صفوف المشركين، وقال:
«شاهت الوجوه!»
فما بقي أحد من المشركين إلا وأصابته تلك الذرات في وجهه، فارتدوا مدبرين، وهُزم الجمع، وولّوا الدبر.
فنزل قول الله تعالى:
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17].
أسباب النزول:
ذكر المفسّرون أن الآية نزلت في رمي النبي ﷺ الحصى يوم بدر، حين قبض قبضةً من تراب فرماها في وجوه المشركين، فأصاب الله بها القوم كلَّهم. فالفعل من النبي ﷺ حقيقة، أمّا الأثر الذي عمّ الجيش فكان بقدرة الله، الذي جعل الرمية البشرية سببًا لفعلٍ ربّاني.
ولهذا قال أحد المفسرين: لم يبقَ أحد من المشركين إلا وقد أصابه شيء من تلك الرمية، فأنزل الله الآية بيانًا لتمام القدرة.
تأمل بياني:
التعبير بـ "وما رميت إذ رميت" يحمل دقة مدهشة:
نفى الرمي أولًا لإبطال نسبة الأثر للنبي ﷺ، ثم أثبته له لأن الفعل صدر منه، ثم عاد فنسبه إلى الله؛ تقريرًا أن الفعل من العبد، والنتيجة من الرب.
هكذا تتجلى القاعدة الإيمانية الكبرى: خذ بالأسباب، لكن لا تركن إليها؛ فكل حركة من الإنسان لا تثمر إلا بإذن الله.
❓سؤال للتفكر:
شاركنا : كم آية في القرآن تحدثت عن غزوة بدر؟ اذكر آية منها في التعليقات









